آنتيي ماييفسكي-قصيدة الحنطة

نص وإخراج: آنتيي ماييفسكي

الموسيقى: كاترين فيلراث

غناء:

إيلا فاسيليفتسكي (سوبرانو)

بافات ماروم (ألتو)

أليكسي كنونيكوف (باريتون)

 

رسمة المشهد:

فكرة ورسم: آنتيي ماييفسكي

المساعِدة: نافا إيزسكو

المشاركون:

شاحار (فَجر) ألبوحير

هاداس (ريحان) أمستر

قمر بواب

أيال (أيّل) دافيد بن دان

هديل دلق

لامليم (ازدهار) ميسفين

ألون (سنديان) سلوتسكي

تمارا (نخلة) كارمر

داليا (زهرة الداليا) لي شتورخ

معيان (ينبوع) وينستوك

 

الأمناء (مركز الفنون المعاصرة): سيرجيو إيدلشطاين وحين تمير

إدارة الإنتاج (مركز الفنون المعاصرة): ديانا شوئيف

الأمناء (n.b.k برلين): ماريوس بابياس وصوفي غولتز

ترجمة: آيا بروير (للعبرية)، إيمي باتون (للإنجليزية)، غلوكال للترجمة والحلول اللغوية (للعربية)

تصوير: آنتيي ماييفسكي وأساف سابان

صوت: يونتان بيري

تحرير الفيديو (الأداء): آنتيي ماييفسكي

 

 

 

 

قصيدة الحنطة

القصيدة الأولى

وقال الله لتنبت الأرض عشبًا وبقلًا يبزر بزرًا وشجرًا ذا ثمر يعمل ثمرًا كجنسه بزره فيه على الأرض.

(سفر التكوين، الإصحاح 1، الفقرة 11)

 

أحصنة وحمير وحش صغيرة ككلاب الداشهند

تعيش في أحراش المطر، فأوروبا، أيضًا، كانت، مرّة غابة.

يبدأ العصر الجليديّ، والأشجار لا تحتمل شدّة البرد،

ينتشر العشب. عشب لا يحتاج الكثير:

قليلًا من الشمس، الكربون، والماء.

هذه كافية، إنّها حياة موفِّرة.

والعشب يصل الكربون بالأرض.

إنّه تأثير دفيئة منقلب: لا يزال الجوّ باردًا.

 

وأخذ الربّ الإله آدم ووضعه في جنّة عدن ليعملها ويحفظها.

(سفر التكوين، الإصحاح 2، الفقرة 15)

 

قبل 790,000 سنة توقّفت قرود شبيهة بالإنسان على ضفّة نهر الأردنّ

وأشعلت النار للطهو، إلى جانب جسر بنات يعقوب، بالضبط، الجسر الذي يصل إسرائيل بهضْبة الجولان، والذي بمحاذاته عبرت النهر طريق البحر،

الطريق التي مرّت منها قوافل من الصين في الطريق المتّجهة صوب المغرب، ومصر؛ سوريّون، حيثيّون، بنو إسرائيل، ساراسينيّون، عرب، فرسان صليبيّون، وانكشاريّون عثمانيّون – ساروا في هذه الطريق.

 

مرّة، كانت هنا بحيرة

القرود الشبيهة بالإنسان أكلت العشب:

شعيرًا برّيًّا، زيتونًا برّيًّا، عنبًا برّيًّا،

ذبحت حيواناتٍ وشوتها على النار.

هنا على جسر بنات يعقوب.

 

قبل 60,000 سنة، دُفن الإنسان البدائيّ

في مغارة كبّارة.

 

لقد عَرَف الكلام.

إنّه يلتقط بذور محاصيل برّيّة

ويهرسها دقيقًا دقيقًا.

إنّه يعرف الطهو.

لكنّ الغَلَبة كانت للأجناس الأخرى.

 

الإنسان العاقل.

 

وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلّطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كلّ حيوان يدبّ على الأرض. وقال الله إنّي قد أعطيتكم كلّ بقل يبزر بزرًا على وجه كلّ الأرض وكلّ شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرًا. لكم يكون طعامًا.

(سفر التكوين، الإصحاح 1، الفقرتان 28-29)

 

عشب، عشب برّيّ.

ينمو هناك في الظلّ الرطب لأشجار الصنوبر.

وبعد أن تأكل الحيوانات المفترسة هذا العشب – في إمكانها أن تعدو.

يصطاد الناس الحيوانات.

يأكلون العشب.

سنابل قمح مقطوعة.

حنطة أحاديّة البذر.

يتنقّلون، يأكلون، لا يأخذون معهم شيئًا، ولا يخزنون شيئًا.

وما معهم هم يتقاسمون. إنّهم متساوون.

لا يزيد عددهم، تقريبًا. حيث يقتل الواحد منهم الآخر من حين إلى حين، أو أنّ ولدًا يموت. لكنّهم يمرضون أحيانًا بعيدة، فقط.

الأرض الكبيرة هي جسدهم، جسدهم هو الأرض.

آباء آبائهم، الحيوانات والنباتات – تُبيّن لهم الطريق.

 

“أوهالو” [خيمته] 2 على شاطئ بحيرة طبريّة، قبل 19,000 سنة:

شعير برّيّ، أمّ الحنطة، لوز برّيّ، زيتون برّيّ، فستق حلبيّ برّيّ، عنب برّيّ، كلّ شيءٍ موجود بوفرة كبيرة، ولذلك تراهم يبقون هنا وقتًا طويلًا. يبنون لأنفسهم أكواخًا أرضيّاتها مكسوّة بالعشب.

الشتاءات دافئة ورطبة الآن؛ والأصياف طويلة وجافّة.

والناس يخزنون الحبوب لمقاومة الجوع.

في قلب الهلال الخصيب، يجلس الناس في وادي الأردنّ وفي جبال النقب، يبنون بيوتًا من الحجر والوحل الأحمر، يتاجرون بالزجاج البركانيّ من الأناضول وبأسماك النيل.

يصنعون مناجلَ، أجرانًا، حجارة رحًى، للشعير البرّيّ.

ويحيكون لأنفسهم ثيابًا من الكَتّان.

 

إنّنا نلتقط البذور الصغيرة، في المكان الذي ينبت الكثير منها

في ظلّ الصنوبر.

حفنة من البذر للهرس، جُرن ومِدقّة.

بهذا المنجل الحجريّ يتمّ الأمر أسرع.

فالبذور الناضجة تتساقط من تلقاء نفسها.

يجب أن أجدكم قبل النضوج، وأن أجفّفكم وأسوّدكم على النار، كي تكونوا جديرين بالأكل.

يجب أن تكونوا أطول، أكثر على الساق، وأسهل للالتقاط.

حنطة أحاديّة البذر – بذر واحد فقط، واحد ووحيد. يجب

أن تكون هناك [بذور] أكثر.

 

حنطة وحيدة الحبّة (Triticum boeticum)

دوسر مقطوع (Aegilops speltoides)

دوسر صحراويّ (Aegilops tauschii)

حنطة وحيدة الحبّة مدجّنة (Triticum monococcum)

أمّ الحنطة (Triticum dicoccum)

الحنطة المقشورة (Triticum spelta)

الحنطة القاسية (Triticum durum)

الحنطة الطريّة (Triticum aestivum)

 

لأنّ الربّ إلهك آتٍ بك إلى أرض جيّدة أرض أنهار من عيون وغمار تنبع في البقاع والجبال. أرض حنطة وشعير وكرم وتين ورمان. أرض زيتون زيت وعسل. أرض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزًا ولا يعوزك فيها شيء. أرض حجارتها حديد ومن جبالها تحفر نحاسًا. فمتى أكلت وشبعت تبارك الربّ إلهك لأجل الأرض الجيّدة التي أعطاك.

(سفر التثنية، الإصحاح 8، الفقرات 7-10)

 

إنّنا نجلس في مكان وجود البذور.

حيث فيه بذرتان على ساق واحدة. ستّ بذور.

حيث تظلّ البذور على سائقها حتى يتمّ هرسها.

حيث تنضج جميعها في الوقت نفسه.

إنّنا نفحص، نختار، ونخزن.

إنّنا نزرع البذور.

وفي المكان نفسه نزرع عدسًا وبازلّاء.

تبقى الأسرة موحّدة هناك.

وهناك، لا نتقاسم مع الجيران بعد.

هناك نبني بيتنا ونسيّج حقلنا.

آباؤنا القدامى مدفونون هناك، تحت البيت، ويبرهنون أنّه لنا.

هناك، الأرض لنا لأنّنا نفلحها.

لسنا بحاجة إلى الأعشاب الأخرى، الأشجار الأخرى، والآكلين الآخرين.

تخرج لنا الأرض، الآن، ما هو نافع من أجلنا.

من أجلنا، فقط.

 

أريحا كانت هنا قبل 12,000 سنة،

لقد ربّوا هناك بذورًا وأبقارًا، وبنوا جدارًا وبرجًا.

لقد صبّوا وجوه الآباء القدامى الميّتين بالجبس مع أصداف

بدل العينين، ودفنوهم داخل البيوت، خلف عتبة البيت.

يدافع الأموات الأحياء عن البيت، عن الملك.

 

وقال لآدم لأنّك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلًا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كلّ أيّام حياتك. وشوكًا وحسكًا تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزًا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها. لأنّك تراب وإلى تراب تعود.

(سفر التكوين، الإصحاح 3، الفقرتان 17-19)

 

العمل صعب.

الظَّهر يؤلم.

إنّنا نعمل من الصباح حتى اللّيل؛

لكي تتمكّن الأسرة من التوسّع وليعيش المزيد من الأولاد.

أولادي أنا، لا أولادك.

أسرتي أنا، لا أسرتك.

أرضي أنا، لا أرضك.

 

فكبر الغلامان. وكان عيسو إنسانًا يعرف الصيد إنسان البرّيّة ويعقوب إنسانًا كاملًا يسكن الخيام. فأحبَ إسحق عيسو لأنّ في فمه صيدًا. وأمّا رفقة فكانت تحبّ يعقوب. وطبخ يعقوب طبيخًا فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا. فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأنّي قد أعييت. لذلك دعي اسمه أدوم. فقال يعقوب بِعني اليوم بكوريّتك. فقال عيسو ها أنا ماضٍ إلى الموت. فلماذا لي بكوريّة.

(سفر التكوين، الإصحاح 25، الفقرات 27-32)

 

أعطِني اليَخْنة الحمراء، أعطِني العدس، أعطِني الحبوب.

لقد ربّيتها بعرق جبينك.

سآكل هذه اليوم.

لا يهمّني ما الذي سيجري غدًا.

أنا صيّاد. وليس للصيّاد ملك ما.

 

لكنّ يعقوب الصافي البشرة هو صاحب الأرض، الآن.

لا مكان لعيسو، حبيب أبيه،

لا مكان للغزلان التي اصطادها عيسو.

يجب توسيع الحقول.

الصنوبر يُقطع.

لحم صيد أقلّ، أمّ الحنطة أكثر.

قنوات صرف، حظائر، بيوت، مدن، حصون.

الغريب المجتاح يصل.

 

فيأكلون حصادك وخبزك الذي يأكله بنوك وبناتك. يأكلون غنمك وبقرك. يأكلون جفنتك وتينتك. يهلكون بالسيف مدنك الحصينة التي أنت متّكل عليها.

(سفر إرميا، الإصحاح 5، الفقرة 17)

 

حرب! حرب!

يجب أن تدافع عنّا الآلهة:

الإله، “عَسِرِت”، بعل، عناة، يهوه، عناة – يهوه.

يجب أن تدافع عنّا الأسلحة، الجنود، القادة، الكهنة.

كلّهم يطلبون لأنفسهم حصّة من الغلّة.

 

وسيلة الدفع الأولى هي وجبات محدّدة من الشعير في الصيف

3,000 سنة قبل الميلاد.

يدفعون الرواتب، الضرائب، ويشترون العبيد.

النباتات التي يعيش عليها الإنسان يمكن استبدالها بالبشر.

 

هذه هي التقدمة التي تقدّمونها. سدس الإيفة من حومر الحنطة. وتعطون سدس الإيفة من حومر الشعير.

(سفر حزقيال، الإصحاح 45، الفقرة 13)

 

إنّنا نوثّق ذلك. نحسب. ونحفظ في الأرشيف.

الاسم، التواقيع، الأرقام، القوائم، إدارة الحسابات، الضريبة، الودائع،

الممنوعات، العقوبات.

 

أهل أريحا ومحيطها يتكاثرون.

ينتقلون – عن طريق الأناضول – إلى أوروبا.

وإلى مصر عن طريق سيناء.

يلتقون رعاة أفارقة يلتقطون حنطة برّيّة.

يُخصب النيل الأرض.

“من يقنِّ الماء” يصبح أميرًا.

وترى الغلّة يتأخّر نموّها، أحيانًا.

من يخزن في الأكواخ يصبح أميرًا.

يحارب الأمراء بعضهم بعضًا.

وأمير واحد يوحّد البلاد.

اِسمه فرعون، “البيت الكبير”.

 

فاشترى يوسف كلّ أرض مصر لفرعون. إذ باع المصريّون كلّ واحد حقله. لأنّ الجوع اشتدّ عليهم. فصارت الأرض لفرعون. […] فقال يوسف للشعب إنّي قد اشتريتكم اليوم وأرضكم لفرعون. هوذا لكم بذار فتزرعون الأرض. ويكون عند الغلّة أنّكم تعطون خمسًا لفرعون. والأربعة الأجزاء تكون لكم بذارًا للحقل وطعامًا لكم ولمن في بيوتكم وطعامًا لأولادكم.

(سفر التّكوين، الإصحاح 47، الفقرات 20-24)

 

لقد قطعنا كلّ أشجار الصنوبر، جعلنا الأرض حقولًا،

لم تعُد الأرض تثمر كما كانت من قبل،

يا ولدي، أنت فم زائد يجب إطعامه، اِذهب اذهب،

اِبحث عن حظّك في مكان آخر.

 

القصيدة الثانية

فلّاحون من الشرق الأوسط، من الأناضول، يستوطنون بين صيّادين وملتقطي بذور، من البحر المتوسّط، حتى بحر الشمال، وحتى المحيط الأطلسيّ.

في المكان الذي سجدوا فيه، مرّة، للإلهات، يسجدون، الآن، للآلهة، ثمّ لله يسجدون.

تقع براندنبورچ في زاوية قصيّة من أوروبا.

قبائل سلاﭬـيّة تصطاد تحت أشجار الزان

تدافع عن نفسها من المسيحيّين، من الأديرة

يقتلعون الأحراش، ويجفّفون المستنقعات

وفي القرن الـ12 فقط، يأتون بيسوع المسيح إلى قرية هيملـﭙـفورت

ويأتون معه بالحنطة التي عولجت توًّا، وبالخبز الأبيض كالثلج،

يأتون بجسد يسوع، جسد الربّ الذي لحمه يأكلون.

 

وأخذ خبزًا وشكر وكسر وأعطاهم قائلًا: “هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اِصنعوا هذا لذكري”.

(إنجيل لوقا، الإصحاح 22، الفقرة 19)

 

الكنيسة تَثري

أخي راهب

الجسد والروح تابعان لله، لربّه

إنّه يفلح حقول الدير

يأكل بتقشّف، ينام في البرد، وقد مات شابًّا

 

يصبح الناس الأحرار فلّاحين، ضامنين يدفعون الجزية، أجيرين باليوميّة، أرقّاء.

يعطون أعشار الغلّة، الأبقار، السُّخرة، وبعد ذلك: ضرائب بنقود.

ليس، فقط، فرعون، الملك، السيّد الإقطاعيّ، أو المطران يَثرون، لا بل الفلّاحون الكبار، التجّار، والطحّانون، أيضًا، يربحون.

جوع، حرائق، بَرَد، أوبئة

لا يمكنني دفع الضريبة

غلّة السيّد الإقطاعيّ تمّ زرعها

في المكان الذي رعت فيه، مرّة، قطعان القرية،

من يأخذ حيوانات مفترسة، أشجارًا، وأسماكًا من الحرش ومن البحيرة – التابعة إلى الجميع وإلى لا أحد – يعاقَب.

رُدُّوا إلينا حرّيّتنا.

 

من قدّم ذبيحة من مال المساكين فهو كمن يذبح الابن أمام أبيه. خبز المعوزين حياتهم فمن أمسكه عليهم فإنّما هو سافك دماء.

من يخطف معاش القريب يقتله. من يمسك أجرة الأجير يسفك دمه.

(سفر يشوع بن سيراخ، الإصحاح 34، الفقرات 24-27)

 

قنوات، رَيّ، عَنَفَات (توربينات)، عصا حفر مسنونة، مِحراث مسِمار،

مِحراث جناح، مِحراث خشب، جرّافة، فتّاح أتلام، مِحراث عجلات،

مِحراث حديد، مِجرفة، مِحراث فولاذ، مِطحنة قمح،

مِطحنة ماء، مِطحنة هواء، مِطحنة بمحرّك،

دورة بذور، زراعة متعدّدة السنوات للِّفْت والنَّفَل،

نفايات عضويّة، بقول، سماد،

يصل الرقّ إلى نهايته، لم تعد هناك حاجة إلى الرقيق.

عمّا قليل ستكون هناك جرّافات

وسيزيد استهلاك الطاقة على نحو كبير، وأيدٍ عاملة أقلّ وحنطة أكثر.

المزيد ثمّ المزيد من الحنطة كلّ الوقت.

هناك فلّاحون أقلّ فأقلّ. يمكنكم، الآن، أن تبحثوا، أن تطوّروا،

أن تُنتجوا، وأن تزاوجوا بين أنواع من الكائنات الحيّة،

عالم مليء بالبشر والبضائع يتغذّى على حنطة رخيصة.

 

القصيدة الثالثة

والحنطة نفسها يمكن تحسينها:

فمنذ مِنْدِل تمكن السيطرة على الوراثة،

تحسين النباتات قد بات علمًا.

ما يكتبه إرﭬـين باور الألمانيّ “أبو علم تحسين النباتات” عن

البيئة الصحّية العرقية، من شأن هتلر أن يقرأه ويطبّقه.

 

من أطراف الأرض سمعنا ترنيمة مجدًا للبارّ. فقلت يا تلفي يا تلفي. ويل لي. الناهبون نهبوا الناهبون نهبوا نهبًا. عليك رعب وحفرة وفخّ يا ساكن الأرض. ويكون أنَ الهارب من صوت الرعب يسقط في الحفرة والصاعد من وسط الحفرة يؤخذ بالفخّ. لأنّ ميازيب من العلاء انفتحت وأسس الأرض تزلزلت.

(سفر إشعياء، الإصحاح 24، الفقرات 16-18)

 

في براندنبورچ، في مزرعة التأهيل ﭼـوت ﭬـينكل، تعلّمت كلّ شيء

عن الحبوب، عن الحلب، عن الجرّافات، عن الأسمدة، عن التعليب

ثمّ جاءت – في الأخير – الهجرة إلى البلاد

لقد ظلّ والدايَ في ألمانيا مع المجانين،

الذين يعتبرون أنفسهم النوع الأعلى.

ونحن نبدأ من الصفر، حجارة وأشواك،

في القرية العربية المجاورة، لا يزالون يعملون يدويًّا

ويتركون الحقول تواجه خلاءها.

أمّا الكيبوتس خاصّتنا فيمدّ الأنابيب ويحفر قنوات رَيّ

يُنبت الصحراء، يشتري – بالمشاركة – جرّافات

ونحن فخورون بالبلاد الجديدة وبمجتمعنا،

حيث الجميع سواسية.

نغرس أشجارًا أوروبية، لنشعر أنّنا في البيت

ونزرع حنطة عصرية سنابلها كبيرة ومثقلة بالحبوب.

 

مزيد من الناس، مزيد من الحنطة، فنحتاج ماء أكثر.

يتمّ اختراع أساليب تكرير مياه ورَيّ.

وفي هذه الأيّام يحاولون المزاوجة بين الحنطة وأجناس قديمة جدًّا.

من المفروض أن تجعلها محصّنة أمام فطر الفوزاريوم، أمام الـﭭـيروسات، أمام البرد، وأمام الجفاف،

بما أنّ المناطق في محيط أريحا وجسر بنات يعقوب، في أرض كنعان، في أرض إسرائيل، من المرشّح أن تصبح بسرعة أسخن وأجفّ،

كما أنّ البحر مرشّح لأن يفيض،

والمزيد ثمّ المزيد من الأرض ستصبح صحراء قاحلة

وسيتحارب البشر على الماء،

على مياه نهر الأردنّ وبحيرة طبريّة.

 

إن كانت أرضي قد صرخت عليّ وتباكت أتلامها جميعًا. إن كنت قد أكلت غلّتها بلا فضّة أو أطفأت أنفس أصحابها. فعوض الحنطة لينبت شوك وبدل الشعير زوان.

(سفر أيّوب، الإصحاح 31، الفقرات 38-40)

 

إذا نسينا حكمة الفلّاحين،

والتي أساسها هو الاقتصاد، الاكتفاء بالقليل

وتقاسم كلّ شيء مع جميع البشر ومع جميع المخلوقات الأخرى،

إذا لم تعد الأرض ملكنا

واحترمنا آباء آبائنا والحيوانات والنباتات، التي هي جزء من

أسرتنا، ودافعنا عنها وليس، فقط، عن آبائنا،

إذا احترمنا الغرباء، أيضًا، الذين هم أخوتنا وأخواتنا، ودافعنا عنهم،

إذا تقاسمنا معهم الماء،

وتركنا الشمس شاكرين تغذّينا كما تغذّي النباتات

فهل نستطيع أن نعيش جميعًا معًا لبعض الوقت؟

 

لأنّنا نحن غرباء أمامك ونزلاء مثل كل آبائنا. أيّامنا كالظلّ على الأرض وليس رجاء.

(سفر أخبار الأيّام الأوّل، الإصحاح 29، الفقرة 15)